اضطراب ثنائي القطب أحد أبرز الأمراض النفسية التي يراجع بسببه عيادات الطب النفسي، ووفقًا للدراسات فإنّ اضطراب ثنائي القطب يُصيب ما نسبته 1% من الأشخاص على مستوى العالم.

وتحتاج هذه الحالة إلى العلاج المناسب للسيطرة على الأعراض وتمكين المريض من عيش حياته بأنسب طريقة، ولكن ما هو أعراض اضطراب ثنائي القطب؟ وما أسبابه؟ وكيف يتم علاجه؟ هذا ما سيُحدثنا عنه الدكتور علاء زايد أخصائي الطب النفسي و علاج الإدمان في مقالنا هذا. 

تعريف اضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب، المعروف سابقًا باسم مرض الهوس الاكتئابي أو الهوس الاكتئابي، هو مرض نفسي يسبب تغيرات غير عادية في مزاج الشخص، ومستويات الطاقة، ومستويات النشاط، والتركيز.

وتوجد 3 أنواع من اضطراب الثنائية القطب، وهي كالآتي: 

اضطراب ثنائي القطب 1

وفيه يعاني المريض من نوبات من الهوس تستمر لمدة 7 أيام على الأقل أو تتطلب رعاية طبية فورية، ونوبات اكتئاب تستمر لمدة أسبوعين على الأقل، وتكون الدورات سريعة ومتكررة؛ بمعنى أنه يمر ب4 دورات أو أكثر من الهوس أو الاكتئاب خلال عام واحد.

اضطراب ثنائي القطب 2

يتميز بحدوث نوبات من الاكتئاب ونوبات من الهوس الخفيف أقل شدة من تلك في النوع الأول.

اضطراب المزاج الدوري

ويتميز بتكرار حدوث أعراض الهوس الخفيف والاكتئاب، ولكن لا تكون الأعراض كافية لتأكيد أن الشخص يمر بنوبة اكتئاب أو هوس خفيف.

أسباب اضطراب ثنائي القطب

حقيقةً فإن السبب الدقيق وراء الإصابة باضطراب ثنائي القطب غير معروف، ويُعتقد بأن هذه الحالة قد تكون ناجمة عن عواملٍ عدة، والتي نذكر من أبرزها ما يلي: 

العوامل الوراثية

يُرتبط اضطراب الثنائية القطب بالعوامل الوراثية، حيث يبدو أنه ينتقل في العائلات، وبالتالي يزداد خطر الإصابة بهذا المرض في حال إصابة أحد أفراد العائلة به.

العوامل البيئية 

يُعتقد بأن مرض ثنائي القطب قد يكون ناجمًا عن تأثر الإنسان بأحداث قاسية أو ظروف صعبة تُحفز ظهور أعراض اضطراب الثنائية القطب، ونذكر من أبرز هذه الأحداث والظروف ما يلي:

  • انتهاء العلاقات أو عدم استقرارها.
  • التعرض للعنف الجسدي أو العاطفي.
  • فقدان أحد أفراد العائلة أو المقربين الأعزاء.

اضطراب التوازن الكيميائي في الدماغ

هناك بعض الأدلة على أن اضطراب الثنائية القطب قد يكون مرتبطًا باضطراب توازن مواد كيميائية في الدماغ، وهي التي تكون مسؤولة عن التحكم في وظائف الدماغ من خلال إرسال واستقبالات الإشارات العصبية، وتشمل النورأدرينالين والسيروتونين والدوبامين.

وقد أثبتت بعض الدراسات على سبيل المثال مثل زيادة مستويات النورادرينالين في فترات الهوس أو الهوس الخفيف وانخفاضها في فترات الاكتئاب.

أعراض اضطراب ثنائي القطب

تختلف أعراض اضطراب ثنائي القطب باختلاف المرحلة التي يعيشها المريض، سواء أكانت فترة اكتئاب أم فترة هوس (شعور بالفوضى أو الحماس)، وفيما يلي بيان ذلك بالتفصيل: 

فترات الهوس

خلالها قد يشعر المريض وكأن الأمور تتسارع، ويملك آلاف الأفكار والأفكار، وقد يشعر بأنه لا يقهر أو قد يتصرف بشكل متهور، وتشمل الأعراض خلال هذه الفترة ما يلي:

  • الشعور بحالة مزاجية عالية أو النشوة.
  • التوهم بأهمية الذات.
  • مستويات عالية من الإبداع والطاقة والنشاط.
  • النوم القليل جدًا أو عدم النوم.
  • فقدان الشهية وفقدان الوزن.
  • تسارع الأفكار والكلام ومسابقة أو مقاطعة أحاديث الآخرين.
  • التهور.
  • ممارسة نشاط جنسي غير مناسب أو فيه مخاطرة.
  • ارتداء ملابس بألوان أكثر حيوية وتقليل التقييد.
  • الاندفاع واتخاذ قرارات متسرعة في الإنفاق أو الخطط التجارية.
  • تصوّر خطط ضخمة وغير واقعية.
  • ضعف التركيز والتشتت بسهولة.
  • الوهم والهلوسات.

فترات الاكتئاب

وخلالها يشعر المريض بما يلي:

  • الشعور بالحزن أو اليأس.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة عادةً.
  • الانعزال عن العائلة والأصدقاء.
  • مشكلات النوم (كثرة النوم في كثير من الأحيان).
  • فقدان الطاقة والشعور بالإرهاق.
  • تباطؤ القدرات والمهارات الجسدية.
  • تراجع تقدير الذات.
  • الشعور بالذنب.
  • مشاكل التركيز.
  • الأفكار الانتحارية أو إيذاء النفس.

تشخيص اضطراب ثنائي القطب

يستلزم ظهور الأعراض السابقة التوجه إلى الطبيب النفسي في أقرب فرصةٍ ممكنة لإجراء تقييم دقيق للحالة وتأكيد التشخيص.

ففي البداية، قد يقوم الطبيب بإجراء تقييم جسدي لاستبعاد أي حالات أخرى قد تكون سببًا في الأعراض، إذا لم يكن هناك أي أمراض أخرى موجودة، سيقوم الطبيب بإجراء تقييم شامل للصحة النفسية للكشف عن الأعراض التي يشكو منها المريض وفقًا للمعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس (DSM-5).

وليتم التشخيص باضطراب ثنائي القطب، يجب أن يكون المريض قد خضع لتجربة واحدة على الأقل من الهوس أو الهوس الخفيف. 

يؤكد الطبيب التشخيص باتباع ما يلي: 

حتى يتم تشخيص الهوس، يجب أن يستمر المزاج المرتفع لمدة أسبوع على الأقل بشكلٍ يومي تقريباً ولمعظم أوقات اليوم.

أما لتشخيص الهوس الخفيف فيجب أن يستمر المزاج المرتفع لمدة 4 أيام متتالية على الأقل بشكلٍ يومي تقريباً ولمعظم أوقات اليوم، وخلال هذه الفترات يجب أن تكون 3 على الأقل من أعراض الهوس الموضّحة أعلاه حاضرة.

بالنسبة لنوبات الاكتئاب المرتبطة باضطراب ثنائي القطب فتُشير المعايير المعتمدة إلى أنه ولتأكيد التشخيص يجب أن تظهر 5 أو أكثر على الأقل من أعراض الاكتئاب سابقة الذكر مع استمرارها لمدة أسبوعين على الأقل بشكلٍ يومي تقريبًا.

علاج اضطراب ثنائي القطب

تختلف الخطة العلاجية لمرض اضطراب ثنائي القطب باختلاف الحالة والنوبات التي تصيب الشخص، وهي تتضمن الأدوية والعلاجات النفسية (العلاج بالكلام)، وفيما يلي بيان ذلك: 

الأدوية

وهي تتضمن أدوية لمنع حدوث الهوس والاكتئاب، ويتم تناولها يوميًا على مدى طويل، وأدوية لعلاج الأعراض الرئيسية لفترات الاكتئاب والهوس عندما تحدث، ومن أبرز هذه الأدوية مثبطات المزاج، ومنها ما يلي: 

  • الليثيوم.
  • الأدوية المضادة للاختلاج؛ مثل: الفالبروات.
  • الأدوية المضادة للذهان؛ مثل: هالوبريدول.

العلاجات النفسية

والتي قد تتضمن ما يلي: 

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يهدف إلى إعادة تشكيل الأفكار والسلوكيات، حيث يتعلم المريض كيفية التعرف على الأفكار والمشاعر التي تؤدي إلى ردود فعل غير ملائمة، ويقوم بتبديلها بأخرى إيجابية.
  • العلاج الجدلي السلوكي (DBT): يعتمد على تنظيم حياة مريض ثنائي القطب من خلال الوعي الذهني وتحمل الضغط وتنظيم العواطف وكفاءة التفاعل مع الآخرين.
  • العلاج الأسري (FFT): يهدف إلى تعليم أفراد الأسرة كيفية التعرف على علامات اقتراب نوبة الهوس أو الاكتئاب وكيفية التعامل السليم معها.
  • العلاج الشخصي والإيقاع الاجتماعي (IPSRT): والذي يستخدم تقنيات محددة لتحسين مهارات السيطرة على التوتر وضمان الامتثال للعلاج الدوائي، بالإضافة إلى تعلم مهارات جديدة لمنع حدوث نوبات المزاج المستقبلية.

اقرأ أيضًا: الصحة النفسية

المصادر:

  1. S. (2022, April 22). Worldwide prevalence of bipolar disorder – NeuRA Library. NeuRA Library. https://library.neura.edu.au/bipolar-disorder/epidemiology-bipolar-disorder/prevalence-epidemiology-bipolar-disorder/worldwide-4/index.html
  2. Bipolar Disorder. (n.d.). National Institute of Mental Health (NIMH). https://www.nimh.nih.gov/health/topics/bipolar-disorder
  3. Website, N. (2023, January 6). Causes – Bipolar disorder. nhs.uk. https://www.nhs.uk/mental-health/conditions/bipolar-disorder/causes/
  4. Signs & symptoms of bipolar disorder – Black Dog Institute | Better Mental Health. (2022, January 31). Black Dog Institute | Better Mental Health. https://www.blackdoginstitute.org.au/resources-support/bipolar-disorder/signs/
  5. Truschel, J. (2020, September 29). Bipolar Definition and DSM-5 Diagnostic Criteria. https://www.psycom.net/bipolar-definition-dsm-5
  6. Website, N. (2023, April 27). Treatment – Bipolar disorder. nhs.uk. https://www.nhs.uk/mental-health/conditions/bipolar-disorder/treatment/
  7. 5 Types of Therapy for Bipolar Disorder — Talkspace. (2023, October 5). Mental Health Conditions. https://www.talkspace.com/mental-health/conditions/bipolar-disorder/therapy-treatment-types/